أساليب التعلم (Learning Styles)
date_range منذ أسبوعين
لقد نال موضوع التعلم والتفكير اهتمام الفلاسفة والباحثين في مجال علم النفس ولا سيما علم النفس التربوي إذ يُعد من الموضوعات ذات الصلة بجميع مظاهر الحياة الإنسانية , فالفروق الفردية بين الطلبة في أساليب تعلمهم ليس شيئاً جديداً، فقد لاحظ المربون منذ مدة طويلة أن الطلبة يفضلون طرق معينة في تعلمهم اكثر من غيرها. وأساليب التعلم يمكن تلتقي في نقطتين رئيسيتين هما: 1-تركيزها على العملية التعليمية: إن جميع أساليب التعلم توجهت الى عملية التعلم، أي كيف يُدخل الطالب المعلومات إلى نظامه المعرفي وكيف يفكر في هذه المعلومات ويعالجها. 2 - التأكيد على الشخصية: يعتقد منظروا أساليب التعلم أن التعلم هو نتيجة للعمل الشخصي والتفرد في الأفكار والمشاعر وأنها ترتبط بالطلبة الذين يعتبرون أهم جوانب العملية التعليمية، وعلى المعلمين أن يكونوا على معرفة كافية بخصائص طلبتهم المعرفية والاجتماعية والانفعالية التي تشكل بمجملها أساليب التعلم المفضلة لديهم , ويتفق التربويون على وجود فروق فردية لدى الطلبة في أساليب تعلمهم، ينبغي مراعاتها أثناء عملية التعلم، فهذا يجعل المعلم ينوع أساليبه التعليمية داخل قاعة الدرس، لكي تصل المعلومة الى جميع الطلبة على حد سواء , فالطلبة يميلون إلى تفضيل المواد التي تتوافق مع أساليب تعلمهم وقدراتهم، ويفضلون الأشياء التي يؤدونها بالشكل الامثل وتؤدي الى الشعور بالكفاءة الذاتية, وكلما كان الطلبة على وعي بأساليب التعلم المفضلة لديهم يمكنهم أن يفهموا بشكل أفضل نقاط القوة والضعف عندهم، ويختارون أفضل الاستراتيجيات لأنفسهم مما يعزز عندهم التنظيم الذاتي والمسؤولية والدافع للتعلم. ووفقاً لما اشار اليه دن (Dunn, 1990) يمكن تمثيل أساليب التعلم ببصمات الأصابع، فالجميع لديه أسلوب تعلم، ولكن كل شخص يختلف عن غيره مثل بصمات الأصابع لدينا، اذ تبدو لدى كل شخص متشابهة في نواح كثيرة لكنها مميزه لهم. أما ريد (1987Reid,) فترى أن أساليب التعلم هي نقاط على طول نطاق تساعدنا على اكتشاف أشكال مختلفة من التمثيلات العقلية، ومع ذلك ولا ينبغي أن نقسم الأفراد إلى مجموعة من فئات (البصرية والسمعية أو غيرها من الفئات) وإنما ما نحاول قوله أن تخصص شخص في نقطة ما على التواصل، لأننا جميعا قادرون على التعلم تحت أي أسلوب تقريبا ، بغض النظر عن ما هو تفضيلنا , فهي تعد مؤشراً حول طرق استقبال وتخزين المعلومات وتزداد فاعليتها كلما كان الفرد على وعي بها فيستفيد أكثر من محيط التعلم , وتفيدنا في التعرف على طرق الأفراد في التفاعل مع المثيرات والخبرات البيئية التي يصادفونها، ويتجلى ذلك في أساليبهم في اثناء التركيز على المعلومات ومعالجتها . فنجد المتعلمين يتباينون فيما بينهم من حيث تفضيلاتهم لأسلوب التعلم الخاص بهم , فمثلا المتعلمون البصريون هم أولئك الذين يفضلون التعلم باستعمال الصور والخرائط والرسوم البيانية وأدوات التعلم البصرية الأخرى. أما المتعلمون السمعيون هم أولئك الذين يتعلمون أفضل من خلال سماع الأشياء وهناك من يفضل الأسلوب الحركي وعادة ما يتعلم بشكل أفضل من خلال التدريب العملي. وتجدر الإشارة الى وجود علاقة بين أساليب التعلم وأساليب التدريس اذ إن أساليب التدريس وأساليب التعلم لا يمكن فصلها عن بعضها البعض فأساليب التدريس تحدد الطريق التي تنقل بها المعلومات الى الطالب ولذلك لابد من الكشف عن أساليب التعلم المتنوعة لان الطلبة يستجيبون لأساليب التدريس بطرق متنوعة, فالتطابق بين أساليب التعلم وأساليب التدريس يؤدي الى تعزيز التعلم بشكل فعال ويخلق أجواء تعليمية مريحة, وعلى الرغم من أن المتعلم قد يتميز بأسلوب تعلم دون الآخر، إلا أنه في الاحوال العادية قد يجمع بدرجات متفاوتة عدة أساليب في أن واحد. وقد اختلف الباحثون في تناولهم لأساليب التعلم كل بحسب رؤيته وفيما يأتي عرض لكيفية تناول بعض الباحثين لأساليب التعلم والأساس الذي اتبعوه لتصنيفها. ويرى الباحث أن انموذج ريتشاما وكاما: تعامل مع أساليب التعلم على أساس نشاط المتعلم نفسه فقسمه الى: الأسلوب التجنبي: لايهتمون بالمشاركة الصفية والاسلوب التشاركي: العمل بروح الجماعة والمشاركة والأسلوب التنافسي مقابل التعاوني ، الأسلوب الاعتمادي مقابل الأستقلالي. في حين أن انموذج سفينسون: قسم على اساس تعامل المتعلم مع محتوى المادة التعلمية فمنهم من يركز على الجزئيات والتفاصيل وهو أسلوب التعلم الجزئي، والأسلوب الآخر هو الأسلوب الكلي: يركز الافكار الرئيسية والمعنى الكلي. أما انموذج شيمك: فقد اهتم أكثر بكيفية تعامل المتعلم مع المعلومات إذ نرى بعض المتعلمين يتعامل مع المعلومات بشكل عميق وهو أسلوب التعلم العميق الذي يقوم بتحليل المعلومات وتنظيمها بعمق، ومنهم من يوسع المادة الدراسية وهو اسلوب المعالجة المسهبة، والأسلوب الآخر أسلوب المعالجة المنهجية ويقوم على تنظيم الوقت والجهد من قبل المتعلم اثناء المذاكرة والامتحانات. انموذج بيجز: صنف أساليب التعلم على اساس الدافعية للتعلم فاصحاب الأسلوب السطحي دافعيتهم خارجية إذ أن هدفهم الاساسي انجاز مايُطلب منهم في حين أن اصحاب الأسلوب العميق تكون دافعية تعلمهم داخلية فيقومون بتحليل وتمحيص محتوى التعلم أما الأسلوب التحصيلي ينصب تركيزهم على الحصول على اعلى الدرجات. وانموذج جولاي: كان أساس التصنيف على أساس أنماط الشخصية قسمت أساليب التعلم الى الأسلوب الطبيعي والأسلوب البرجماتي والأسلوب العقلاني والأسلوب المثالي, وانموذج ريد التي قسمت على أساس وسائل ادراك المتعلم وتأثير بيئته الخارجية الى الى ستة أساليب هي الاسلوب السمعي: يتعلم بفاعلية أكبر من خلال الأذن (السمع). والأسلوب البصري: تعلمه افضل من خلال النظر (رؤية). والأسلوب اللمسي: تعلمه أكثر فعالية عن طريق اللمس (ليس اليد فقط وانما مشاركة الجسم كله) والأدائي: يتعلم بشكل أكثر فعالية من خلال تجربة (حركة الجسم كله). الأسلوب الفردي: يفضل التعلم بمفرده. والأسلوب الجماعي: العمل الجماعي هو ما يجعل تعلمه افضل.
قراءة المزيد