تحول بيئة العمل في ظل تطبيقات الحاسوب والتواصل الإلكتروني
date_range منذ 6 أيام
الأستاذ مصطفى نعيم صبيح أصبح التواصل الإلكتروني أحد الركائز الأساسية في النظم الإدارية الحديثة، نتيجةً للتقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث لم يعد الاعتماد على الأساليب التقليدية في التواصل الإداري يواكب متطلبات العصر الرقمي، وقد أسهم ظهور أدوات وتقنيات التواصل الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني، ومنصات الاجتماعات الافتراضية، وتطبيقات المراسلة الفورية في إحداث تحوّل جذري في آلية تدفق المعلومات داخل المنظمات. يُعرّف التواصل الإلكتروني بأنه استخدام الوسائط الرقمية لتبادل المعلومات والرسائل والملفات بين الأفراد داخل المؤسسة أو خارجها، بشكل آني أو غير متزامن، ويتيح هذا النوع من التواصل للإدارات مستوى عاليًا من الفعالية من خلال تقليص الزمن اللازم لاتخاذ القرار، وتوثيق التبادلات، وتحقيق سرعة الاستجابة للمواقف المتغيرة، مما ينعكس إيجابًا على الأداء الإداري العام. يتجلى أثر التواصل الإلكتروني في الإدارة من خلال تحسين التنسيق بين الأقسام المختلفة، وتيسير عمليات المتابعة الإدارية، وتوفير منصات للحوار والمشورة الفورية، فضلًا عن دعمه لسياسات العمل عن بُعد، كما يساعد هذا النمط من التواصل في خلق بيئة شفافة تتيح تداول المعلومات بين المستويات التنظيمية بسهولة ودقة، ما يؤدي إلى زيادة الكفاءة والحد من الأخطاء الإدارية. إن اعتماد التواصل الإلكتروني لا يخلو من التحديات، منها: الحاجة إلى تأهيل الكوادر البشرية لاستخدام هذه الأدوات بكفاءة، وضمان حماية البيانات والمراسلات من الاختراق، فضلًا عن احتمالية ضعف التواصل الإنساني المباشر، الذي يعد ضروريًا في بعض الحالات الإدارية ذات الطبيعة الحساسة أو التفاوضية. يمثل التواصل الإلكتروني أداة فعّالة إذا ما أُحسن استخدامه ضمن سياق إداري منظم، يقوم على وضوح السياسات، وتحديث الأنظمة، وتطوير القدرات الرقمية للعاملين، ولا شك أن تبنّي هذا النوع من التواصل بشكل استراتيجي يسهم في رفع كفاءة الأداء الإداري، وتحقيق مرونة تنظيمية قادرة على مواكبة متغيرات العصر.
قراءة المزيد